كلمة معالي مدير الجامعة بمناسبة العام الجامعي الجديد

بمناسبة العام الجامعي الجديد وجه معالي مدير الجامعة الدكتور خالد بن سعد المقرن كلمة لمنسوبي الجامعة قال فيها : الحمد لله الذي أنار عقول عباده بالمعارف والعلوم ، والصلاة والسلام على معلم الناس الخير نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد : إن من أروع ما قدمته حضارتنا تلك القيم المعرفية التي وجهت إلى التكامل في صياغة أسس التعليم ومتطلباته ومنطلقاته , وأعطت للفكر حرية التحليق في عالم الإبداع في شتى المجالات ، لتأتي الجامعات محضناً فعالاً لترتيب الأفكار وتنظيم الأولويات وبناء الموهبة وتطوير المهارات , وتخلق بيئة لتخريج الرواد من المفكرين والقادة ، وصناعة العقول ، وهي منطلقات رسم خطط التطوير وأدوات التقدم وبلوغ المجد ، وفي مدرجاتها تعزز القيم النبيلة والمعاني الجميلة , وبين جنبتاها تتبلور المبادرات لخدمة الإنسانية وتترسخ روح الوطنية وقوة الانتماء . ويسرني في بداية هذا العام الجامعي الجديد أن أقدم التهنئة للجميع , داعياً الله أن يكون عاماً حافلاً بالعمل الجاد المخلص , وأن يتوج بالنجاحات والإنجازات , وأن يكون التوفيق حليف الجميع , كما أخص بالتهنئة أبنائنا الطلاب والطالبات المقبولين في هذا العام , وأذكرهم أن حصولهم على مقعد للدراسة في الجامعة نعمة تستحق الشكر لله , والتقدير لهذا الوطن المعطاء , كما أن قبولهم حق من حقوقهم وواجب من واجبات الجامعة في احتضانهم لينهلوا من معين العلم في جميع التخصصات المتاحة من خلال أعضاء هيئة تدريس اجتهدت الجامعة كثيراً في استقطابهم من أصحاب الكفاءات المتميزة والشهادات العالية , فالطالب والطالبة هم محور اهتمامنا ومنطلق أعمالنا ومرتكز العملية التعليمية , والمحرك الأساسي لنشاطات الجامعة وإنجازاتها , ومن أجلهم يكون العطاء , وهم محل الفخر والاعتزاز , لذا نهيب بهم في مضاعفة الجهد واستغلال الفرص , مع وجوب التقيد بالأنظمة والتعليمات , والمحافظة على الممتلكات والتجهيزات , واحترام كيان الجامعة ومنسوبيها , والالتزام بقيم الجامعة العالية التربوية والأخلاقية والاكاديمية , مع الحرص على تعزيز القيم الدينية والاجتماعية وإظهار روح الانتماء الوطني , كما أنصحهم بوضع أولوياتهم في الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبر الوالدين وخدمة مجتمعهم والترفع عن أماكن الشبهات ومواطن الزلل , وعدم الانقياد خلف الأفكار الهدامة والمبادئ الدخيلة , والالتزام بنصائح وتوجيهات ولاة الأمر , وقضاء أوقات الفراغ فيما ينفع من هوايات مفيدة ونشاطات وفعاليات تعزز القدرات وتنمي المهارات , فنحن في هذه الجامعة توفرت لنا - بحمد الله - جميع الإمكانيات التي تساهم بالارتقاء بالجامعة في جميع جوانبها من خلال ما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين من ميزانية تفي باحتياجات الجامعة وتساهم في تحقيق الأهداف والوصل للغايات , وبمتابعة دائمة من معالي وزير التعليم العالي ومعالي نائبة , مما يجعل الجميع من قيادات وأعضاء هيئة تدريس وكوادر إدارية تحت المسئولية ومطالبين بالعمل الجاد والطموح ، والسعي الدؤوب لتحقيق أهداف وتطلعات ولاة الأمر - حفظهم الله - , والمشاركة في رفع منظومة التعليم العالي في بلادنا إلى أعلى درجات التميز والنجاح , لتكون الجامعة صرحاً علمياً قادراً على تلبية الرغبات المعرفية , وتحقيق التطلعات العلمية لسكان المحافظات والمدن والقرى المحيطة بها ، مستعينين بعددٍ من الكفاءات البشرية المؤهلة , والخبرات الإدارية القادرة على الإسهام في تطوير الكليات القائمة ، وتأسيس كليات جديدة ، واستحداث تخصصات علمية من شأنها المواءمة بين مخرجات التعليم , وتلبية متطلبات سوق العمل ، وتعمل هذه المنظومة التعليمية وفق الخطط الاستراتيجية والتنظيمية التي قام بإعدادها فريق من الخبراء في مجال إدارة مؤسسات التعليم العالي والتنظيم الإداري , مع الالتزام بقيم الجامعة الرفيعة وتحقيق العدالة والمساواة وعدم التمييز ، والشفافية في التعامل ، ووضوح الإجراءات وسهولتها ، والمعاملة الحسنة ، ومراعاة مبدأ الإحسان المنضبط إلى الناس ، وسرعة الإنجاز ، واختيار ذوي الكفايات من مسؤولي الإدارات التنفيذية خاصةً ممن لهم علاقة بالجمهور ، وحسن تطبيق الأنظمة نصاً وروحاً ، والاهتمام بالخلل وسرعة معالجته بالحكمة ، كل ذلك كفيلٌ بأن ينمي لدى المواطن والمراجع والطالب شعور الرضا ، ويعزز لديه شعور الانتماء الفاعل . ويرتقي بالجامعة ويحقق أهدافها , ولما كانت الجامعات هي محضن جيل الشباب الذي يجب أن تنعكس صفة المواطنة في تصرفاته إيجاباً أو سلباً كان التعامل معهم أكثر حساسيةً ، وعلى المسؤول عنهم أن يراعي هذا الجانب , كما آمل أن تكون بداية الدراسة في هذ العام مثلما كانت الأعوام الماضية بإظهار الجدية منذ أول يوم دون تأخير أو مماطلة , وعدم التهاون ووجوب الانضباطية والالتزام في جميع الكليات والإدارات , مع تذكير كل عضو هيئة تدريس بالجامعة من العنصر الرجالي أو النسائي بأن عملهم رسالة وأمانة يجب أن يودونها من أول يوم دراسي دون تقصير , مع تسخير كامل الإمكانيات لخدمة الطالب والطالبة , وأن يعمل الجميع بروح الفريق الواحد بتعاون وتكاتف , لتستمر - بإذن الله - مسيرة الجامعة في استثمار ما تلقاه من دعم وتوجيه , وتعزيز ما تحقق من نجاحات من خلال ما تطبقه من قيم ومبادئ , حيث استطاعت - بحمد الله - خلال خمس سنوات من افتتاحها أن تحقق مكاسب كبيرة وإنجازات رائعة , حيث يلمس الجميع ويشاهد مقدار الإنجازات والأعمال المشرفة التي تدعو للفخر والاعتزاز على مستوى اكتمال البنى التحتية من إنشاء الإدارات والعمادات , وإعادة تأهيل الكليات ومبانيها , وتطوير برامجها الدراسية ومناهجها التعليمية , وتوفير احتياجاتها من قاعات دراسية مجهزة بأحدث التجهيزات ومعامل بأعلى المواصفات , وخَلْق بيئة تعليمية متميزة , وإقرار برامج تطويرية لجميع مرافق الجامعة , إلى التوسع في افتتاح كليات نوعية , مع تحقيق الريادة في دعم الموهبة والإبداع لدى الطلاب , مما مكنهم من تحقيق جوائز عربية وعالمية , مع تقديم الجامعة برامج متميزة للمجتمع , وتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون مع بعض الجامعات العالمية وبيوت خبرة وعدد من الجهات المحلية , وحصول موقع الجامعة على مراكز متقدمة من بين الجامعات السعودية والعربية , لتستهدف الجامعةُ بما أتيح لها من إمكانات ودعم تحقيقَ أعلى مستويات الجودة في مجال الأداء الأكاديمي ، وذلك بقوة العزائم , وتضافر الجهود , وصهرها في بوتقة الفريق الواحد , لتصبح جامعة المجمعة في المستقبل القريب منارة علمية وتنويرية يشار إليها بالبنان .

أخر تعديل
الثلاثاء, 02/سبتمبر/2014