كلمة مشرفة القسم (د.جيهان عبد العزيز العميري)
ساهم علم الكيمياء وما يزال في تطوير العلوم على مر العصور ولا نبالغ إذا اعتبرناه أباً لكل العلوم التطبيقية. وبالعوده إلى عصور الفراعنه الضاربه فى القدم سنجد أن الكيمياء لعبت أدوارا هامه وأساسيه فى حياه الفراعنه وأيضا بعد وفاتهم إذ أستخدمت المواد الكيميائيه لحفظ جثث موتاهم مدى الحياه. كما كان يعرف عند المسلمين الأوائل بالصنعة, ولقد ساهم علماء المسلمين ولا يزالوا في وضع لبنات وأسس هذا العلم الشامخ بدءا من جابر بن حيان وحتى أحمد زويل. واستمر التطور في علم الكيمياء حتى أصبح يدخل ويطور كل ما تراه أعيننا وما تلمسه أناملنا... ويعتبر القسم حلقة نيرة من ضمن حلقات إعداد المرأة وتأهيلها لتقوم بدورها في بناء الوطن وتشييده ومن المسلمات غير القابلة للجدل أن الكيمياء أصبحت تشكل جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية وهي تزداد توغلاً فيه. كما أن اعتمادنا عليها تزداد وتيرته مع مرور الأيام، ومنذ استطاع الباحثون فك شفرة ذلك العلم وهو يتقدم بخطى متسارعة ويحقق إنجازات غير مسبوقة كما أنه يدخل كرديف أو مساعد لجميع التخصصات والعلوم وفروعها بصفته الشخصية أو من خلال منتجاته وكل ذلك يتم استخدامه لصالح تحسين مستوى الحياة البشرية وذلك على الرغم مما يكتنف بعض منتجات الكيمياء وتطبيقاتها من سوء استخدام وسلبيات وذلك مثل السموم وتلويث البيئة وصنع الأسلحة الكيميائية والتي تصنف على أنها من أسلحة الدمار الشامل المحرمة دولياً والتي يتم العمل على التخلص منها على مستوى العالم وعلى الرغم من وجود تلك السلبيات إلاّ أنها لا تشكل إلا خدوشاً خفيفة على وجه الكيمياء المسفر. إن العالم شهد ويشهد ثورة كبرى في مجال الكيمياء تثبتها الأرقام والاستثمارات الضخمة في كل من البحوث والتنمية ذات العلاقة. هذا وقد أصبح من أهم معالم العصر الحاضر قيام شراكة ايجابية بين العاملين الفاعلين في هذا المجال من أكاديميين وصناعيين من أجل إضفاء طابع رسمي على إرادتهم بالعمل سوياً من أجل إيجاد حلول لمواجهة التحديات الكونية ذات المساس بالطاقة والتغير المناخي وشح المياه والتغذية والتنمية والمحافظة على الموارد والبيئة كما وقعوا اتفاقيات تعاون تجعلهم متكاملين، أما أهم التوجهات المستقبلية فإنها تركز على إنتاج مواد كيميائية نظيفة وصديقة للبيئة مقرونة بدراسة تأثير المواد المنتجة على كل من الصحة والبيئة وذلك اعتماداً على أن الكيمياء تعمل بصورة دائبة على فك رموز المادة التي تحيط بنا وتشكل بنيتنا ولذلك أصبحت رمزاً للتقدم بسبب دخولها جميع مجالات الحياة وشتى أنواع الصناعة. وهذا ما أهلها لأن تكون أحد مفاتيح المستقبل فهي تمثل محركاً أساسياً في التنمية الاقتصادية بجميع الصناعات. وبناء على هذه التوجهات ازداد توجه أصحاب هذه المهنة نحو تحسين البيئة الصحية والأمن وهم يمارسون بحوثهم وابتكاراتهم في مجالات عديدة تشمل السموم والمواد النانوية والمواد النووية والتكنولوجيا الحيوية والموارد المتحدة والتحفيز، ومصادر الطاقة، والطاقة البديلة ناهيك عن الاهتمام بالأمن المائي والغذائي لسكان الكرة الأرضية ومن هذه المنطلقات يدعو العلماء إلى إقناع الرأي العام بأن الكيمياء علم حياة وعلم مستقبل كما أنه في الوقت نفسه مصدر ابتكار مفيد ومحرك اقتصادي هام. هذا وقد أدرك العالم أن الكيمياء قوة تخدم الإنسان وتتجه إلى تقديم مزيد من التسهيلات الحياتية في شتى الصور والمجالات. لذلك فالعاملون فيها هم الجنود المجهولون الذين يسهرون على تحسين جودة الحياة فهم يقومون بمراقبة جودة الهواء والماء والتربة والعمل على منع تلوثها ويسعون من أجل إيجاد حلول لتلوثها هذا وقد امتدت خدمات الكيمياء إلى جميع مجالات الحياة والعلوم فهي تقدم خدماتها للمتاحف واستفاد منها المؤرخون وعلماء الآثار ناهيك عن خدماتها في مجالات الأدلة الجنائية وخدمة القضاء وكشف ومكافحة الجريمة والتزوير ليس هذا فحسب بل أصبح من المعروف أن الأمر لا يستقيم لأي علم من العلوم بدون استخدام المواد الكيميائية إلا ما ندر. "الكيمياء - حياتنا و مستقبلنا"