مقدمة
البحث العلمي هو الأسلوب المُنظّم في جمع وتوثيق المعلومات وتدوينها كملاحظات تحليلية موضوعية، بعيدة عن المشاعر والانحياز، ويكتب البحث العلمي بخطوات علمية ممنهجة، وهذا للتأكّد من صحته فيما لو أراد من يقرأ البحث من التحقّق مما ورد فيه، وهذا أيضاً لسهولة الاقتباس منه للباحثين الجدد والدارسين .البحث العلمي هو عمل إنساني الهدف منه اتّساع دائرة المعرفة في ظل تسارع الأحداث وتراكم المعلومات، والبحث العلمي هو مقياس لرقي الدولة وتقدمها، فالبعض يقول إنّ خيرات الدولة لا تقاس بالثروات الطبيعية وإنّما الثروة الحقيقية للدولة هو الإنسان الباحث الفاعل الذي يخدم مجتمعه ودولته، فقد زاد الاهتمام بوظيفة البحث في الآونة الأخيرة حيث إنّ بعض الدول تعطي البحث بأنواعه المُختلفة المرتبة الأولى في سلم أولوياتها، والبحث له دور فعال وأساسي في تطوير المجتمعات الإنسانية المعاصرة على اختلاف مواقعها في سلّم التقدّم الحضاري، ولا يختلف اثنان في أهميته لفتح مجالات الإبداع والتميّز لدى أفراد وشعوب هذه المجتمعات، وتزويدها بإمكانية امتلاك أسباب النماء على أسس قويمة. إنّ أهمّ ما يميّز العمل العلمي ويسبغ عليه صفة البحث العلمي هو عنصر التجديد أي أنّه لا بدّ للباحث من إضافة علميّة سواء من خلال دعم نظرية أو مبدأ قائم أو انتقاد نظرية أو إبراز أمر جديد لم يسبق الباحث أحد في التطرق اليه.
أن البحث العلمي حاليًّا هو الأكثر تحقيقًا للنجاح، والقضاء على المشكلات العصرية التي تواجهها الأمم في هذا الوقت الراهن، وخاصة المشكلات المتعارف عليها، والتي تعاني منها المجتمعات؛ كالجوع والفقر والأمية والتخلف والمرض والجهل وغيرها، وبالتالي فإن نجاح البحث العلمي في مجتمعٍ ما يعني تقليل الفجوة بين الدول الفقيرة والدول المتقدمة تكنولوجيًّا وعلميًّا، وذلك من خلال أن نجاح البحث العلمي يعني القضاء أو الحد من المشكلات التي تواجهها الدول النامية والفقيرة كالفقر والجهل والتخلف والمرض؛ ولذلك يهتم القائمون حاليًّا على دراسات البحث العلمي بتلك المناطق النائية، وإجراء أبحاث شاملة من أجل الوصول إلى نتائج مرضية لتلك الدول، تستطيع من خلالها القضاء على مشكلاتها.
الجامعات هي المكان الأفضل للأبحاث الأكاديمية والتطبيقية الجادة التي يقوم بها المتخصصون وطلاب الدراسات العليا فليس هناك مكان آخر أنسب وأمثل من الجامعات يمكن أن تتوافـق فيه جهود البحث الأساسي والتطبيقي التي يقوم بها المتخصصون في المجالات العلمية المختلفة، من خلال التوظيف الجاد لرسالة الجامعة البحثية توظيفاً فاعلاً إيجابياً من منطلق أن المعلومات العلمية التي تقوم عليها مختبرات البحوث التطبيقية من الممكن أن تقدم خدمات اقتصادية شاملة للمجتمع