المسؤولون بالجامعة ينعون فقيد الأمة ويبايعون خادم الحرمين الشريفين

عبر عددٌ من القياديين والمسؤولين في جامعة المجمعة عن بالغ حزنهم في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية ، الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله - ورفعوا تعازيهم إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز ، والأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ، وإلى الأسرة المالكة ، والشعب السعودي ، في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - , واستعرضوا الإنجازات التي تحققت في عهد الفقيد ، والنقلة النوعية التي شهدتها المملكة في كافة المجالات خلال فترة تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم , مبايعين في الوقت ذاته قادة هذه البلاد المباركة , حيث ذكر سعادة وكيل الجامعة الدكتور مسلم الدوسري أن الساعات التي ما بين وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –  رحمه الله وأسكنه فسيح جناته – ومبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله وأعانه وسدده  – حملت سطوراً من العِبر التي تقدمها المملكة وأبناؤها قادةً ومواطنين ومقيمين للعالم أجمع . فعندما تشترك مشاعر العالم كله في الحزن على فراق الملك الحكيم العادل ، وعندما تتساقط دموع الأطفال حزناً على فقد ( بابا عبدالله ) ، وعندما يهجر المنام عيون العجائز ليلة وفاة عائلهم  ، وعندما ترتفع أكف الدعاء إلى السماء من كافة أقطار الأرض متضرعةً إلى الله بطلب الغفران وأعالي الجنان للملك الإنسان ، عندها لا يملك المرء إلا أن يقف مستبشراً بالخير لمن خلّف فراقه حزناً عظيماً , لقد أحب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – شعبه بصدقٍ فأحبه شعبه بصدقٍ ، بل تعدى حبُه شعبَه إلى العالم كله ، فسعى إلى الإصلاح وتقريب الاختلافات وتضييق دوائرها سياسياً أو دينياً أو فكرياً ، عاش مع الجميع حياً فعاشوا معه حياً وميتاً ، ورغم ما حمله قلبه الطاهر من محبةٍ وصدقٍ ومودةٍ وتسامحٍ فإن ذلك لم يمنعه من الحزم والشدة عندما يقتضي المقام ذلك , لقد رحل والدنا وعزاؤنا ما تعلمناه من سيرته وتلقيناه من منهجه من حب الخير والإحسان إلى الخلق ومراعاة العدل ، والسعي إلى الإصلاح ، والجمع بين الثوابت والأخذ بزمام التطوير ، ومراعاة المصالح العامة ، والتقارب مع من يختلفون معنا ، وفتح آفاق الحوار , ويَكمُل هذا العزاء بما عوضنا الله تعالى به وأخلفنا عنه خيراً عندما بايعت البلاد ولي العهد الملك سلمان بن عبدالعزيز – رعاه الله – ملكاً على البلاد وخادماً للحرمين الشريفين ، وهو الرجل الذي عاش في قلب هذه البلاد وعاشت هي في قلبه ، وعرف الحكمة والعمل الجاد المخلص من مؤسسها ، ورافق ملوكها من أبناء الملك المؤسس مستشاراً وأميراً ووزيراً ، ليدعم ثوابت الاستقرار ويكمل مسيرة الإصلاح والتطوير والإنماء , هي نعمةٌ منَّ الله تعالى بها علينا لا يدركها إلا من لم يجدها فقْداً أو حسداً ، وهي نعمةٌ تستوجب منا في ظل هذه الظروف - التي يُتخطف فيها الناس من حولنا - أن نقدرها حق قدرها ، وأن نكون صفاً واحداً مع من ولاه الله تعالى أمرنا ، وعن ذلك تحدث وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الدكتور أحمد بن علي الرميح فقال إن وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد لله بن عبد العزيز -رحمه الله- ليس مصاب الأسرة المالكة ولا الشعب السعودي فقط ,  بل هو مصاب الأمة العربية والإسلامية ، لما كان يتمتع به -رحمه الله- من حكمة وبعد نظر وإنسانية عظيمة , لقد كان -رحمه الله- يتمتع بمكانة كبيرة في نفوس أبنائه المواطنين بمختلف فئاتهم وشرائحهم ، تلك المكانة التي غرسها في قلوب الناس أبوة حانية ورعاية كريمة واهتماماً لا ينتهي أو يضمحل ، وسطرها في سجل التاريخ إنجازاً يستحق التقدير والإعجاب وأعمالا ماثلة تحكي مسيرة العظماء وعطاءات المخلصين ، حيث عمل على تثبيت دعائم الأمن والاستقرار في هذه البلاد المترامية الأطراف ، ودفع بعجلة التنمية والتطوير والتحديث في مختلف محاور التنمية ، فلو نظرنا للداخل سوف نعجز ونحن نحصي أياديه البيضاء على هذا الوطن الغالي ، فلم يدع مجالاً من مجالات التنمية إلا وقدم له الدعم الكبير والمتابعة الشخصية ، وقد عاشت المملكة العربية السعودية في عهده -يرحمه الله- أوج رفعتها في ظل الإنجازات التعليمية والصحية والاقتصادية والتنموية الشاملة التي نعمت بها البلاد , لقد فقدت الأمة الإسلامية والعربية والأسرة الدولية قائداً فذاً وسياسياً محنكاً ، فلقد حافظت السياسة السعودية في عهده -رحمه الله- على التوازن وبعد النظر والتأثير في مجريات الأحداث ، وأسهمت في تمتين الروابط الأخوية بين العرب والمسلمين ونصرة قضاياهم ، فقد كان يتمتع بشخصية قيادية بارزة ويعتبر رمزاً للخير والعطاء ورمزاً للسلام وصاحب مبادرات وله من الأعمال الخيرية الكثير , وبالرغم من المصاب الجلل في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، إلا أن عزاءنا وثقتنا بالملك سلمان بن عبد العزيز كبيرة ، وتطلعاتنا نحوه عظيمة ، ونحن نبايع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية - حفظهم الله – على كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى السمع والطاعة سائلين المولى أن يعينهم ويوفقهم لما فيه خير للبلاد والعباد وأن يحفظ الله هذه البلاد الطاهرة حكومةً وشعباً وأدام الله علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار  ، من جهته قال مستشار معالي مدير جامعة المجمعة عميد معهد الملك سلمان للدراسات والخدمات الاستشارية الدكتور حمد بن إبراهيم العمران ضجت جميع وسائل الإعلام وبالأخص وسائل الإعلام الجديد وكل الدنيا بخبر وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، فقد كانت وفاته في وقت حرج تمر به المنطقة ، وفقدان رجل بمكانته هز العالم أجمع ، فقد كان مركز ثقل سياسي كبير على الصعيدين الدولي والعربي ، ومما زاد الأمر حرجاً هو أن الفقد لرجل كان مركز اتفاق لجميع قيادات المنطقة كقائد مفوض من الجميع ، فقد أجمع على مكانته جميع المهتمين بشؤون المنطقة وتقلباتها ، فالحكمة والقوة من أبرز صفاته ، فهو حكيم لا يتعجل الأمور ، وصارم عندما يتطلب الأمر الحسم والحزم , ترجل الفارس العربي الأصيل عن صهوة جواده ورحل عن الدنيا ، فبكته كل العيون وحزنت كل القلوب ، فهو لم يكن ملكاً مثل بقية الملوك ولا قائداً عادياً ، لقد كان أباً معلماً ومربياً ، كان يرى الشعب بحق مثل أبنائه ، وكان يوصي بهم كل من يوكل إليه أمراً من أمورهم خيراً ، وكان يخاف على رغد عيشهم كخوف الأب الحاني على أطفاله ، وكان حريصاً كل الحرص على أن ينقل وطنه لأعلى قدر يستطيعه ، فكان له ما كان ، فغادر الدنيا وجميع أبناء شعبه يبكونه ، غادرها وأخذ معه قلوب شعبه ، فما أهنأه بهذه الخاتمة! فقد عدلت فأحببت وخلصت وأخلصت فسلمت وغنمت يا خادم الحرمين , لم تهدأ قلوب الناس ولم تقر أعينهم بعد وفاة والدهم ؛ إلا عندما ظهر الفارس الآخر بشموخه وعزته وبخبرته وقوته ، إنه سلمان بن عبد العزيز ، ليتسلم مقاليد الحكم بكل هدوءٍ ويصدر قراراته الحكيمة بكل سرعة ، فهي بحق أسرة مباركة ما أن يترجل منها فارس إلا يمتطي فارس آخر القيادة وينطلق بأمته بكل قوة واقتدار , خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله ورعاه) ، هذا الرجل تنطبق عليه بحق المقولة الشهيرة (الرجل المناسب في المكان المناسب) ، فقد كان اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- له ولياً للعهد اختيار حكيم ، كيف لا يكون وهو اختيار المحب لوطنه وشعبه ، الراعي لمصالح أمته ، الساعي لرفع مملكته واستقرارها وأمنها وأمانها , إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - ليس بالشخصية التي يمكن لنا أن نتحدث عنها في بضعة سطور أو بضع فقرات ، فسلمان الملك وسلمان الإنسان وسلمان القائد وسلمان الإداري وسلمان المؤرخ وسلمان الخبير بالرجال ، هو شخصية فريدة ورمز له من الخلال والصفات والمزايا ما لا تحيط به الصحائف والكتب مهما كثرت , إن فترة إمارة صاحب السمو الملكي الملك سلمان لمنطقة الرياض ووزارة الدفاع كانت مدرسة لفن الحكم والإدارة ، كان سلمان خلالها نعم الأمير، ونعم الوزير، ونعم القائد ، شعر بعظم المسؤولية فتفانى في خدمة دينه و مليكه ووطنه ، وبذل من جهده ووقته وفكره الكثير ، فقد وضع نصب عينيه أمن وطنه ومواطنيه ، فردع كيد الحاقدين وأذى الكارهين , إن من يحظى بشرف لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ، أو التحدث معه يلحظ أنه شخص مهاب ومتواضع في آن واحد ، وهو رجل مثقف من طراز فريد ، ومع ذلك يظل يستمع لمحدثه بإنصات واهتمام حتى ولو لم يأت محدثه بجديد , إن الانبهار بشخصية الملك هو القاسم المشترك بين من كان لهم شرف الالتقاء به ، وهذه حقيقة يعرفها الجميع ، فنحن أمام شخصية فذة بحق! , وها هو - حفظه الله - ينال شرف خدمة الحرمين الشريفين ليمتد بذلك سجله المشرف خلال توليه منصب إمارة أهم مناطق المملكة واسطة عقد الدولة (منطقة الرياض) ، وبعد ذلك وزيراً للدفاع خلفاً لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -يرحمه الله- ، ليكون قائداً لوطنه وحامياً لبلاده ، كيف لا وهو خير خلف لخير سلف ، فهنيئاً للوطن بهذا الرجل الملهم , ونحن في جامعة المجمعة نكن لهذا الملك مشاعر الحب والتقدير والامتنان ، فقد كان - حفظه الله - داعماً لجامعة المجمعة على جميع المستويات ، كان نعم المرشد والموجه والمشجع والداعم ، وذلك حين تشرف وفد من الجامعة برئاسة معالي مدير الجامعة الدكتور خالد بن سعد المقرن بلقاء سموه والتحدث معه ، وعندما بدأنا في إنشاء معهد للدراسات والخدمات الاستشارية التابع لجامعة المجمعة ، والذي يقدم خدماته البحثية والاستشارية للقطاعات العامة والخاصة ، وكنا نتطلع لأن يشملنا بكرمه بموافقته على أن يحمل المعهد اسمه الكريم ، فتقدمت إدارة الجامعة بطلبها لسموه الكريم ، وكعادته في الدعم والتشجيع وافق على ذلك فكانت موافقته فألاً مباركاً على المعهد انعكس على مشاريع المعهد ونشاطاته ، فأصبح لمعهد الملك سلمان للدراسات والخدمات الاستشارية منزلته الكبيرة وحضوره الفاعل ، ونشاطاته المثمرة في كثير من مناطق المملكة و محافظاتها ، فخطى خطوات ثابتة نحو التقدم والنجاح , لقد كان لنا كبير الشرف وعظيمه في جامعة المجمعة أن نحظى بهذه المنزلة من مقامه الكريم ، فتسمية المعهد باسمه يعد تشريفاً لجامعة المجمعة ، وتعبيراً عن الحب المتبادل بين الجامعة ومنسوبيها وبين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز , ونحن في معهد الملك سلمان للدراسات والخدمات الاستشارية بجامعة المجمعة نسعى بكل قوة لأن نكون على مستوى هذا التشريف ، فنبذل الغالي والنفيس من أجل الرقي بالمعهد للمستوى الذي يليق بمقام من يحمل المعهد اسمه , حفظ الله خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأعانه وسدده ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، أما عميد كلية العلوم والدراسات الإنسانية بحوطة سدير الدكتور طارق بن سليمان البهلال فقال بقلوب مؤمنة وراضية بقضاء الله وقدره-سبحانه الحي الذي لايموت ، عدة الصابرين ، وسلوان المصابين- استقبلنا نبأ وفاة والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، ولا نقول إلا كما أوصانا نبينا (إنا لله وإنا إليه راجعون) فقد جعل الله الموت محتوماً على جميع العباد من الإنس والجان فلا مفر لأحد ولا أمان , كل من عليها فان , ساوى فيه بين الحر والعبد والصغير والكبير والذكر والأنثى والغني والفقير وكل ذلك بتقدير العزيز العليم: ( وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) غفر الله له ورحمه وأسكنه فسيح جناته , وإن كانت القلوب جميعاً –بالداخل والخارج- قد حزنت فإن إجماعها على ذلك الحزن ليس بالغريب ، وهو ما جسدته وسائل الإعلام بأشكالها المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة ـــ مما يُعد خير شهادة على ما كان يتمتع به من مكانة رفيعة فيها وما كان يحظى به من محبة وتقدير، وهي ــ أيضاً ــ تعبير عن عرفان أبناء المملكة والأمة بضخامة ما بذله – يرحمه الله – في خدمة وطنه وأمته ، كما تسابق زعماء العالم قاطبة على نعيه ونعته بما يستحق ، وهو ما رصدته الصحف العالمية حيث أجمعت على أنه كان قائدًا حكيمًا يصعب حصر مناقبه وخصاله الحميدة ومواقفه العظيمة في خدمة الإسلام والمسلمين وجهوده المخلصة التي كان لها أطيب الأثر فيما تنعم به المملكة من أمن ورخاء واستقرار.    إن حكمته ـــ رحمه الله ـــ كانت في قيادة المملكة خطوة بخطوة إلى مستقبل أفضل سيظل أبناء المملكة والأمة يذكرونه لسنوات طوال في المستقبل إن شاء الله ــ تعالى ـــ حيث سيسجل التاريخ للفقيد الراحل ما حققه من إنجازات عديدة في الدفاع عن قضايا العروبة والإسلام بشرف وصدق وإخلاص ، متحلياً بالحق والعدل والنخوة وشجاعة الكلمة , عزاؤنا الوحيد في خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـــ وفقه الله ــ حيث نتمنى له التوفيق والسداد في مواصلة مسيرة العطاء للوطن ، فماضيه المشرف يفخر به كل مواطن ، وهو ما تجلى في إشرافه على إمارة الرياض طوال خمسة عقود تقريبا في هذا المنصب حيث عمل على تحويلها الى مدينة مزدهرة حديثة ، بالإضافة إلى تقلده مناصب متعددة كان أخرها ولاية العهد ووزيراً الدفاع , وهو ما أكده خبراء متخصصون في شؤون السياسة أن ذلك جعل منه شخصية تحظى باحترام كبير كحكم بين الأشقاء ، وتكوين علاقات وطيدة بين الزعماء والرؤساء , وعزاؤنا أيضا في وجود ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز ، فماضيه المُشرف من رئيس للاستخبارات العامة ومستشارِاً للملك والمبعوث الخاص له , كل هذا يجعلنا نستشرف فيه أملا خاصة في فترة تشهد فيها المنطقة العربية اضطرابات تعتبر السعودية معنية بها بشكل مباشر ، كذلك ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ، الذي بزغ نجمه واشتهر عند زعماء العالم في انجازاته في توطيده للأمن وخدمته للمواطنين , إن ما بين الماضي الذي نعتز به سيجعلنا دائما نستذكر المغفور له بإذن الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بما قدم من نهضة شمولية في جُل المجالات ، كما نستشرف صورة المستقبل في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وفقه الله وولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز ، وولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وفقهم الله جميعًا ؛ لحمل الأمانة ومواصلة النهضة الشمولية لمملكتنا في مختلف الأصعدة المحلية والدولية , نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه ، وأن يقينا الشرور ويجمعنا على كلمة سواء ، من جهته قال عميد كلية التربية بالزلفي الدكتور عبدالله بن خليفة السويكت أصبحنا وقد خيم الحزن على أرجاء مملكتنا الغالية إثر خبر رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، ذلك الملك الذي كان ينبض حباً وعفوية وصدقاً ، ذلك الملك الذي سكن القلوب ، واستوطن الأفئدة ، وأشعل قناديل الأمل ، وحفز على العمل ، ملك اقترب من شعبه حتى كاد أن يسكن بينهم وقد فعل! ملك خدم وطنه وأعز شعبه ، ملك رحل مخلفاً وراءه الإنجازات العظيمة على كافة الأصعدة وشتى المجالات ، ملك جعل شعب المملكة العربية السعودية مضرب المثل على مستوى العالم العربي والإسلامي والعالمي , إضافة إلى ذلك كان –رحمه الله– رجلاً ذا إبهار بشخصيته الفذة ، ومنفرداً في كفاءته ونزاهته ووضوحه وعبقريته ، وحضوره في شتى المحافل المحلية والدولية ، بما يمتلكه من حنكة وسياسة وتميز ، الأمر الذي جعل المملكة العربية السعودية ذات ثقل إسلامي وسياسي ، ففي عهده دعمت كل المشاريع التنموية الداخلية في كافة أصعدتها الإسلامية والتعليمية والاجتماعية والتنموية ، وإذا ضرب مثل لذلك فإنما لهو للمثل فقط ، ولكن لعل في التمثيل مايغني عن التفصيل ، فعلى مستوى التعليم العالي اهتم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله - اهتماماً بالغاً في هذا المجال تمثَّل في زيادة ميزانية الجامعات وبناء المدن الجامعية وتنامي عدد الجامعات السعودية الحكومية والأهلية من ثماني جامعات إلى 35 جامعة حكومية وأهلية منتشرة في كل مدن ومحافظات المملكة سعياً منه أن يكون التعليم العالي حقاً مكتسباً لكل مواطن ومواطنة ، كما استحدث في عهده (برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي) الأمر الذي أتاح للشباب والشابات فرصة مواصلة الدراسة في أعرق الجامعات العالمية ، وقد استفاد من هذا البرنامج أكثر من 150 ألف طالب وطالبة يدرسون في 33 دولة تخرج بعضهم والتحق بالعمل في القطاع الحكومي والخاص , ولئن غاب هذا الملك الصالح ، فإن في أسرة آل سعود – حفظهم الله - من يقوم بمواصلة الدور واستكمال مسيرة هذا الوطن ، فإن من نعم الله تعالى على هذه البلاد استتباب الأمن واجتماع الكلمة ، فقد انتقل الملك بكل سلاسة ويسر وسهولة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- فتمت مبايعته في كل المدن والمحافظات , وبتلك المبايعة انتقل الحكم إلى الملك سلمان ، الرجل الذي يعد واحداً من أبرز الأمراء الذين كانت لهم إسهامات كبيرة في نهضة هذه البلاد ، فقد كان له دور بارز في إدارة دفة أركان الوطن ، وأحد الرجال المخلصين الذين أوكلت لهم مهام كبيرة في فترات إخوانه ملوك هذه البلاد –رحمهم الله- فقد كان أميراً لمنطقة الرياض مدة تزيد على نصف قرن ، ثم عين وزيراً للدفاع ، ثم تولى ملك هذه البلاد بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله , وإننا لنتفاءل في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز أن يصحبه تطور ونماء واستقرار على كافة الأصعدة ، واستمراراً للنهج الذي سار عليه أسلافه وهو الأمر الذي أكده –حفظه الله– في أول كلمة له بعد توليه الحكم ، والتي اعتبر فيها أن الحكم في السعودية "أمانة عظمى" شاء الله أن يحملها سائلاً الله أن "يمدني بعونه وتوفيقه"، وهي الكلمة التي وعد فيها بأن تستمر بلاده التي تحتضن الحرمين الشريفين أقدس البقاع بالنسبة للمسلمين في جميع أنحاء العالم بالعمل على وحدة العرب والمسلمين ، وأكد فيها "أن الأمة العربية والإسلامية أحوج ما تكون إلى وحدتها وتضامنها وسنواصل في هذه البلاد... مسيرتنا بالأخذ بكل من شأنه وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا أمتنا" , وفي ذلك دلالة أكيدة على أن الملك سلمان شخصية قيادية وإدارية لافتة ، وحضور عالمي معاصر ومشهود ، سيمكنه من رسم ملامح رؤية تنموية شاملة تنهض بهذا البلد بإذن الله . وتحدث عميد كلية التربية بالمجمعة الدكتور عبدالرحمن بن أحمد السبت فقال لقد فقد الوطن قائده الحاني المغفور له ـ بإذن الله ـ عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله ، وقد عمّ الحزن أرجاء الوطن ، الكبير والصغير ، والبعيد والقريب ، بل إن الحزن تعدى خارج الحدود ليشمل الدول العربية والإسلامية والعالمية ، نظير ما يتمتع به من حكمة ومحبة وعلاقة وطيدة مع الجميع ، فرحمك الله أيها الوالد الكبير ، وستظل ألسنتنا تلهج بالترحم عليك والدعاء لك ، فقد كنت أباً عطوفا على شعبك ، وخدمت البيتين الشريفين والجميع شاهد على ذلك من خلال التوسعة العظيمة جعلها الله في ميزان حسناتك ، وما أقول إلا كما قال الشاعر:

ما كنت أيقن أن الموت كارثة

                حتى تصيَّد مَنْ قد كان يعنيني

كالذئب أنشب في قلبي مخالبه

                مخلفاً ندباً من طعن سكين

قالوا : "أبوك" فقلتُ : العين ترمقه

                قد مات قلت: شغاف القلب يعطيني

وقلت: أعشقه، قالوا: ستفقده

                هذا الكلام غباء لا يعزيني

فهل يموتُ وفي قلبي محبته

                تبقى ومن دمه تجري شراييني

وهل يموت وركن البيت لمسته

                مطبوعة من عيون الشر تحميني

    كما أن مشاعر الفرح تختلط بمشاعر الحزن فمع فقيد المرحوم تتجلى الحكمة والحصافة في قيادة هذا الوطن الكبير فينتقل الحكم إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – وفقه الله - بكل سلاسة وهدوء ، بعيداً عن الصخب والضجيج ، لينعم الشعب بوطن عظيم وقادة حكماء فهنيئا للشعب بوطنه وهنيئا للوطن بشعبه ، وفي هذه المناسبة نهنئ كافة المواطنين على نعمة الأمن والإيمان ، ونضع يدنا بيد ولاة أمرنا ، وندعو الله بالرحمة لمن مات منهم ، وندعو بالتوفيق والسداد لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي عهده الأمين ، سائلين الله لهم التوفيق والسداد ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وقال عميد شؤون الطلاب الدكتور حمد بن عبدالله القميزي ببالغ الحزن والأسى فقدت الأمتين العربية والإسلامية وفقد الوطن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –رحمه الله- ، الملك الذي تبلورت شخصيته في شخصية والده المؤسس الملك عبدالعزيز ، ظهر ذلك في حنكته السياسية الداخلية والخارجية التي أثمرت عن إنجازات هائلة ، وتنمية حضارية ، ونهضة اقتصادية عاشها المواطن داخل وطنه ، وتناقلتها الشعوب خارج الوطن ، وامتدت آثار تلك الشخصية لتحمل الحب والرحمة والهم لكل مواطن يعيش على ثرى هذا الوطن , لقد رحل عنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- بعد أن وضع البصمة الأولى في تأسيس هيئة البيعة ، التي تضمن سلاسة انتقال الحكم والاستقرار السياسي في المملكة ، وأطلق العنان للتعليم العالي ليسهم في نهضة البلاد من خلال إنشاء الجامعات الحكومية في أرجاء الوطن لتكون منارات علم تؤسس لنهضة علمية راسخة ، محققاً أكبر نقلة نوعية في التعليم العالي بتاريخ المملكة بل وفي الوطن العربي الكبير , لقد رحل عنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- بعد أن شهدت بلاد الحرمين أكبر توسعة في التاريخ للحرم المكي الشريف ، والمسجد النبوي الشريف , وبعد أن ساس الدولة وأرسى الأمن والأمان والإنجاز والعطاء ، ليحفظ من الدخول في الصراعات الداخلية والموجات الإرهابية ، ويقف وجهاً لوجه ضد الإرهاب حتى أصبحت المملكة مضرباً للمثل في مكافحته والقضاء عليه , لقد رحل عنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله – الذي عرفناه بحبه وتعاطفه مع الفقراء والمحتاجين ، وبميله الفطري لعمل الخير ومساعدة الناس والعمل على إدخال السرور إلى قلوبهم , وتقف مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي شاهداً حياً على مبادراته الإنسانية ، حيث تسعى لتوفير السكن لذوي الدخل المحدود والأسر الفقيرة مع توفير كل الخدمات المساندة التي تكفل للمستفيدين من مشروعات المؤسسة حياة كريمة , وإننا اليوم ونحن نعزي ملك محبوباً ، فإننا نبايع ملك حكيماً وأدبياً  مثقفاً ومؤرخاً كبيراً ، ليكون خير خلف لخير سلف ، يحمل المسؤولية معه صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية , لقد شهدت المواقف أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رجل دولة من الطراز الرفيع متمرس مخضرم تمرس في تحمل أعباء المسؤولية منذ نعومة أظفاره في عهد والده المؤسس ثم إخوانه الملوك ، فأكتسب منهم الحكمة والصبر وحسن الإدارة والسياسة وتميز بالحزم والهيبة ، والقيادة والالتزام وتحمل المسؤولية , ولقد عرف الملك سلمان بأعماله وجهوده الخيرية الواسعة ، حيث يتولى رئاسة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة ، والرئاسة الفخرية لجمعية الامير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي ، والرئاسة الفخرية للمركز السعودي لزراعة الأعضاء ، وغيرها العديد من الجهات , وقد نال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عن جهوده الإنسانية هذه العديد من الأوسمة والميداليات من دول عدة بينها البحرين والبوسنة والهرسك وفرنسا والمغرب وفلسطين والفيليبين والسنغال والأمم المتحدة واليمن , لقد أكد خادم الحرمين الشريفين في أول بيان له بعد بيعته بأنه سيستمر على نهج السلف من العائلة الحاكمة في تعزيز أمن واستقرار المملكة وتوفير العيش الكريم لأبناء الشعب السعودي الوفي ودعم أشقائنا وأصدقائنا في الأمتين العربية والإسلامية , أخيراً أحسن الله عزاءنا جميعاً ، فقلوبنا تحزن وأعيننا تدمع على فراقك يا أبا متعب ، والقلب فرح والوجه يبتسم والنفس ترضى بقيادتك يا ملكنا سلمان . وذكر المشرف على الخطة الاستراتيجية بجامعة المجمعة الدكتور محمد بن ناصر الشهيل السويِّد نحن في بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية شعب في عمومه مؤمن متدين , فما تنزل بالأمة ملمة إلا وتجد أثر القرآن الذي تربى عليه الصغير والكبير الذكر والأنثى يظهر جلياً واضحاً ، ففي مثل هذه الأيام حزن بفراق والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز والذي نشهد الله أنه نصح لدينه ولأمته فعمر الحرمين وأجرى ماء زمزم واستمر بطباعة المصحف وأقام الشرع والعدل فاللهم أرحمه وعافه وأعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله وأصلح عقبه , وفي نفس الوقت يصاحب حزننا فرح بحجمه على تمام النعمة ووحدة الكلمة واجتماع البلاد والعباد على بيعة شرعية لولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بيعة في السمع والطاعة وفي المنشط والمكره , فنسئل الله لولي أمرنا التوفيق والسداد ؛ ونسئل اللهم لولي عهده وولي ولي عهده الإعانة والتوفيق , ونحن في هذا الوطن أنعم الله علينا بحكام موفقين ورجال مسددين سعدت بهم البلاد وافتخر بهم العباد ، وجعلهم الله رحمة للشعب ومنحهم الله بصيرة وأجرى الله على يديهم الفضل والتنمية على جميع المناطق والمحافظات , فهنيئاً لهذه المملكة بالحكومة الرحيمة وهنيئاً لها بهذا الشعب الوفي البار , ولا ننسى ديدن حكام هذا الوطن الغالي بلادنا المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين بإظهار حبهم لشعبهم وبذل الوسع في النصح لهم وسياسة أمورهم بالرفق والين والتسامح والمشورة , وشعب يقدر ذلك ويثمنه , وعلى لسان جميع أبناء الوطن عموما نردد لقيادتنا

       تكاملت فيك أوصاف خصصت      

                           بها فكلنا بك مسرور ومغتبط

         السن ضاحة والكف مانحة        

                      والنفس واسعة والوجه منبسط

والعقيدة الإسلامية التي ارتضاها الحاكم والمحكوم في هذا الوطن عقيدة وضوح واستقامة ، فلا يقوم فيها شيء على الظن والوهم والشبهة ، وفي محاسن توجيهات القرآن الكريم: "وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَك بِهِ عِلْم إِنَّ السَّمْع وَالْبَصَر وَالْفُؤَاد كُلّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا" , فجميع العقلاء يدركون منزلة الكلمة وأثرها , فمن متطلبات تعزيز هذه اللحمة الوطنية التي ننعم لها ونتفيأ ضلالها أن نذكر محاسن حكامنا وأهلنا وإخواننا ونترك ترديد إشاعات وكذب يأتي من خارج الحدود أو مرضى النفوس , فإذا اشتبه علينا أمر فلنبادر بسؤال العقلاء والعلماء والمسئولين فجميعهم أبوابهم مفتوحة ويسعدون بذلك فهم يقومون بواجب ائتمنهم عليه ولي أمرنا , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على سيدنا ونبينا محمد ، وذكر مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بجامعة المجمعة الأستاذ  أحمد عبد العزيز الموسى أنه عندما ننام ومليكنا عبدالله ! ونستيقظ ومليكنا سلمان ! فهي ظاهرة نادرة من نوعها في العالم , ولم تحدث في أي دولة كانت على مر العصور إلا في مملكتنا الحبيبة ، وإنها لنعمة حبانا الله إياها وخصنا بها عن باقي شعوب العالم , فالحمد لله على هذه النعمة ، وبارك لنا يارب في خير خلف لخير سلف. لا شك في أنه بوفاة ملك الإنسانية عم الحزن أرجاء المعمورة  لفقد أهم رجل فيها ، والذي أصبحت المملكة العربية السعودية في عهده ثالث أغنى دولة في العالم من حيث حجم الأصول الاحتياطية بعد الصين واليابان حسب أحدث بيانات صندوق النقد  ، فضلاً عن التطور الذي شهدته البلاد من خلال عددِ الجامعات , ومؤسسات التعليم , ومخرجاتها من الكوادر العلمية النادرة , والتي أسهمت في التنمية بجميع مجالاتها ، وجاء ذلك في وقت قياسي جعل من المملكة العربية السعودية مضرباً للمثل , ومثالاً يُحتذى به في عالم التخطيط الإستراتيجي والسياسي الذي وهبه الله لذلك الحاكم الراحل , رحمه وأسكنه فسيح جناته ، ولكن عزاؤنا الوحيد أن العظماء لا يرحلون بل تبقى أعمالُهم الخالدة خيرَ شاهدٍ على عظمتهم , وهذا هو العزاء في ملكنا الراحل جسداً , والذي لن يغيب عن أذهاننا أبداً , ونحن نعايش إنجازاته التي أينما يمَّمنا الأبصار نراها شامخةً في كل شبر من بلادنا. واليوم ومشاعر الحزن قد اختلطت بمشاعر الفرح لمليك هذه الأرض المباركة , فقد بايعنا ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملكاً للمملكة العربية السعودية , وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود , وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ، جعلهم الله خير خلف لخير سلف , ونفع بهم الأمة الإسلامية والعربية , وأدام الله عزهم ، ولعل ما يميز انتقال الحكم في المملكة أنه يأتي سلساً بلا عواصف ؛ لأن الجميع يعملون بمبدأ الأسرة الواحدة ، وهذا التميز أعطاها الثقة المتبادلة بين المواطن والحاكم , وعزَّز قيمتها في الخارج ؛ لأن الاستقرار في أي بلد عنوان لثبات سياستها , وأمنها , وتنمية شعبها ، والمملكة ترى في إطلالة الملك سلمان - حفظه الله - أنه امتداد طبيعي لمن سبقوه , ونقلة أخرى في مستقبلنا ونهضتنا , فهو الذي ظل وفياً وصادقاً في مشواره الطويل لأخوته ووطنه.

آخر تحديث
الخميس, 29/يناير/2015