أُقيمت بمسرح كلية العلوم والدراسات الإنسانية بحوطة سدير (أقسام الطالبات) محاضرة بعنوان : ( وقفة مع نهاية العام ) ألقتها وكيلة الكلية الدكتورة نوره بنت شاكر الشهري ، تضمنت عدة فوائد استهلتها بالدعوة لمحاسبة النفس " اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا" فعام من أعمارنا انقضى وانتهى بما فيه من الحسنات والسيئات ، ولابد لنا من تدارك العمر ، واغتنامه بما يعود علينا بالخير في الدنيا والآخرة ، قال الله تعالى في سورة الحجر: " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين "، و عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ فقال: ( كن في الدنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل ) ، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك " رواه البخاري . كما دعت لملء صحائف الغير، وهذا لا يكون إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحثت على تجديد النيات بتحويل العادات إلى حسنات، ولنسلك سبيل الجد ، ونرفع الهمم ، ولنتذكر سرعة مرورالأيام ، ومراجعة حالنا ، وعلاقتنا مع الله سبحانه وتعالى ، ومع أنفسنا ومع من حولنا . ثم تطرقت إلى أنه لابد للمرء المسلم أن تكون له مشاريع إيمانية ، ومشاريع علمية ، ومشاريع تطويرية ، فالمؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف ، والمنافسة على الخيرات ، وسرعة المبادرة واستدراك ما فات بالتوبة ، وكثرة الاستغفار، وأن البركة قد نُزِعَتْ لقلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن العمر الحقيقي يقاس بالأعمال والطاعات ولا يقاس بالسنوات ، كما دعت الدكتورة إلى أخذ العظة والعبرة من توالي الأعوام بما فيها من التحولات والتغيرات والابتلاءات والمصائب والفتن ، وحثت على صلة الرحم ، والإحسان إلى الجار لعظم حقه ، وبينت بأن الدنيا ارتحلت مدبرة ، وأن الآخرة ارتحلت مقبلة ، فكل عام تفرقت أيامه فهي تقربنا من الأجل " وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " كما دعت لاستعمال نعم الله علينا في طاعته والتقرب إليه ، والبعد عن كل ما يغضبه سبحانه ، فالإنسان محاسب ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل فيه ) .