اليوم الوطني ذكرى تأسيس وطن .. تاريخه مشرف وحاضره رائع ومستقبله مشرق
نحتفلُ في هذا العام باليوم الوطني السادس والثمانين , وهي ذكرى عزيزة ليوم مضيء في تاريخ المملكة والعالم أجمع , تحقَّقت فيه - بفضل من الله وتوفيقه - هذه الوحدة التي لا مثيل لها عبر التاريخ المعاصر بعد شتات وفرقة وتناحر , ليضمها وطن جمع تباعد أطرافه , فعمَّ الأمن , والأمان , والنماء , والرخاء , والاستقرار , حتى أصبحت نموذج رائعاً لمعنى التلاحم , والترابط , وقوة الانتماء , والالتفاف حول القيادة. وفي هذه المناسبة يسرني وباسم أكثر من 25 ألف طالب وطالبة تضمهم الجامعة , وأكثر من 5 آلاف من الكوادر الإدارية والتعليمية أن أتقدم بخالص التهنئة لقيادتنا الرشيدة وشعبنا الوفي بذكرى اليوم الوطني , هذا اليوم الذي نسترجعُ فيه سيرة الموحد الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله - لنتذكرَ إنجازاتِه ونستعرضَ أعمالَه البطولية الخالدة , ونستلهم الدروسَ والعبرَ من مواقفه , وهو الذي أكمل تأسيس هذا الكيان قبل سته وثمانين عاماً وأرسى أركانه , لنصل إلى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله – حيث يأتي الاحتفال باليوم الوطني هذا العام بعد إعلان رؤية المملكة 2030م وما حملته من مضامين وطنية ومرتكزات تنموية وخطط مستقبلية . لنقف في هذه المناسبة بكل شموخٍ واعتزازٍ وفخرٍ بهذا الوطن العظيم , وتقديرٍ واحترامٍ وحبٍّ لولاة أمرنا الذين اتخذوا الإسلام منهجاً وتشريعاً , والإخلاص في العمل أسلوباً , وتقوى الله والعدل والمساواة تعاملاً , والرشد في القول , والحكمة في اتخاذ القرار , والإجماع والمشورة سبيلاً لتحقيق المصلحة العامة .
لتتعاقب الأجيال , وتستمر مسيرة العطاء والبناء والتجديد والتحديث في جميع مناحي الحياة , تمثلت في معالم سياسة الدولة التي لم تتغير عبر الزمن بما تتسم به من حكمةٍ ورؤْية , ورويَّة وبُعدِ نظرٍ , والمحافظة على هيبة الدولة وتماسكها , وقيمة ومكانة الوطن والمرتكزات الأساسية لبنائه واستمرار نمائه , والأولوية في مصلحة المواطن وما يمس شؤون حياته , والمبادئ والقيم التي تمثِّلُ النهج في التعامل , والتكامل والقوة في المواقف , واستجابةً للمتغيرات من أجل مزيدٍ من العمل والعطاء , ومضاعفة الجهد لتحقيق الآمال والارتقاء بالطموحات , خدمة للدين , ورفعة للوطن , والحفاظ على هوية المملكة ( الإسلامية والعربية ) , والتمسك بثوابت الدين والشريعة السمحة والقيم الأخلاقية ، مع إخضاع المتغيرات لمصلحة الوطن , والأخذ منها بما يتوافق مع توجهات المملكة ومصالحها العليا , وضمان الحفاظ على استقرارها , فقد تجنَّبت المملكةُ الكثيرَ من الأزمات الاقتصادية والسياسية التي عصفت بكثيرٍ من بلاد العالم , وبقيت المملكة في منأ من الصراعات بفضل الله ومن ثم سياستها الحكيمة .
حيث التركيز على الإنجازات التنموية في كافة القطاعات ، والتطور والازدهار والنهضة الحضارية التي تعمُّ جميع أرجاء البلاد على جميع المستويات بجميع مرافقه وأجزائه , والتي اتسمت بالتكامل والشمولية ، لتحقق آمال وتطلعات المواطنين بجميع فئاتهم , ولتضمن لهم حياة كريمة ينعمون فيها بالرفاهية والسعادة , وتضمن للوطن الاستقرار والتطور ، مع جعْلِ التخطيط للمستقبل من الأولويات ومن ذلك ما يشهده التعليم من نقلةٍ تطويريةٍ كبيرةٍ كمَّاً وكيفاً , وما يقدَّمُ للجامعات وطلابها وطالباتها من دعمٍ وعنايةٍ واهتمامٍ , حيث نشاهدُ ونلمسُ من خلال الجامعة مقدارَ الجهد المبذول , وما يُوَفَّرُ للجامعة من إمكانات , وما يُهيأ لها من ظروف لكي تُكمل الدور الذي أُنشئت من أجله ، مع تسخير كامل الإمكانيات لخدمة الطالب والطالبة , وأن يعمل الجميعُ بروح الفريق الواحد بتعاون وتكاتف , لتستمر - بإذن الله - مسيرة الجامعة في استثمار ما تلقاه من دعم وتوجيه , وتعزيز ما تحقق من نجاحات من خلال ما تطبقه من قيم ومبادئ , حيث استطاعت - بحمد الله - خلال سبع سنوات من افتتاحها أن تحقق مكاسب كبيرة وإنجازات رائعة , حيث يلمس الجميعُ مقدار الإنجازات والأعمال المشرفة التي تدعو للفخر والاعتزاز على مستوى اكتمال البنى التحتية من إنشاء الإدارات والعمادات , وإعادة تأهيل الكليات ومبانيها , وتطوير برامجها الدراسية ومناهجها التعليمية , وتوفير احتياجاتها من قاعات دراسية مجهزة بأحدث التجهيزات ومعامل بأعلى المواصفات , وخَلْق بيئةٍ تعليميةٍ متميزةٍ , وإقرار برامج تطويرية لجميع مرافق الجامعة , إلى التوسع في افتتاح كليات نوعية , وإنشاء مشاريعَ ومبانٍ جديدةٍ تتوفر فيها جميع المتطلبات الأكاديمية والإدارية والترفيهية , مع تحقيق الريادة في دعم الموهبة والإبداع لدى الطلاب , مما مكَّنهم من تحقيق جوائز عربية وعالمية , مع تقديم الجامعة برامج متميزة للمجتمع , وتوقيع عددٍ من اتفاقيات التعاون مع بعض الجامعات العالمية وبيوت الخبرة , وعددٍ من الجهات المحلية , وحصول موقع الجامعة الإلكتروني على مراكز متقدمة من بين الجامعات السعودية والعربية , كما حققت الجامعةُ جائزةَ الحكومة الإلكترونية ، وهي إحدى جوائز مشاريع القمة العالمية لمجتمع المعلومات 2015 ، وذلك ضمن الاحتفال المصاحب لمنتدى القمة العالمية الذي أُقيم بمدينة جنيف بسويسرا , كما أنه سُعدنا بآخر وأحدث إنجازات الجامعة , وذلك من خلال حصولها على شهادة الآيزو من معهد المواصفات البريطاني BSI , وحصول كلية العلوم الطبية التطبيقية على الاعتماد الأكاديمي من هيئة الاعتماد الأكاديمي الأمريكية للهندسة والتكنولوجيا ( ABET ) لبرنامج تقنية الأجهزة الطبية , وحصول كلية العلوم بالزلفي على الاعتماد الأكاديمي الدولي لجميع البرامج من قِبل الهيئة الألمانية للاعتماد الدولي ASIIN .
مؤكداً معاليه أن الإنجازات لا تتوقف عند حدٍّ معين أو في مجال محدد إنما في جميع المجالات , لتستهدف الجامعةُ بما أُتيح لها من إمكانات ودعم تحقيقَ أعلى مستويات الجودة في مجال الأداء الأكاديمي والإداري والتقني والتجهيزات والمشاريع ، وذلك بقوة العزائم , وتضافر الجهود , والعمل بروح الفريق الواحد ؛ لتصبح الجامعة – بإذن الله - منارةً علميةً وتنويريةً يُشار إليها بالبنان لتساهم بفعالية في تنمية الوطن وخدمة المجتمع .
داعياً المولى الكريم أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، ويطيل في عمره ويبقيه ذخراً وسنداً لشعبه ولأمته الإسلامية والعربية وأن يديم عليه نعمة الصحة والعافية وأن يوفقه لما يحب ويرضى إنه ولي ذلك والقادر عليه , وأن يحفظ سمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز , ويديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والامان والاستقرار والعزة والتمكين والتقدم والازدهار .