الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم. لقد منّ الله على هذه البلاد بنعم كثيرة أهمها وجود الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، ثم الموارد النفطية والطبيعية التي كانت محركاً أساسياً لعجلة التنمية البشرية والعمرانية والاقتصادية منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد قائد هذه النهضة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله.
وجاء من بعدة تتابع القيادات الرشيدة لهذه البلاد الذين ساروا على نهج وسياسية الملك والوالد المؤسس؛ فقد تم الاستمرار بتواصل العلم والتعليم والاهتمام به، وتوفير البنى الأساسية السليمة التي تضمن نجاحه استمراريته لعقود وأجيال، إيمانا بأن بناء الإنسان لابد أن يتزامن مع بناء البلاد والقيام بالنهضة العلمية. وبعد مرور ما يزيد على ستة عقود على الاهتمام المتواصل والمتزايد بالتعليم عامةً والتعليم العالي خاصةً فقد رغبت القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظة الله على استمرارية الانتقال بالمملكة من اقتصاد قائم على الموارد النفطية والطبيعية إلى اقتصاد تحركه المعرفة والابتكار والاستثمار في المنظومة الوطنية للعلوم و التقنية و الابتكار، وذلك من أجل تعزيز بناء المجتمع القائم على المعرفة، والذي سيقدم التطور المستمر للمملكة من خلال سياسة العلوم والتقنية الوطنية و رؤية حكومة المملكة للانضمام إلى الدول المتقدمة في مجال العلوم و التقنية والابتكار بحلول عام ٢٠٣٠م.
فمنذ اصدار مجلس الوزراء موافقته على” السياسة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية بعيدة المدى للمملكة” في عام١٤٢٣هـ، التي رسمت الخطوط العريضة للوجهة المستقبلية للعلوم والتقنية والابتكار في المملكة، محددة دور مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والجامعات والوزارات والمجتمع.
ومن أهم النقاط التي تقوم عليها السياسة الوطنية للعلوم والتقنية هو التخطيط والتنسيق والتقييم. وبالتالي فإن وحدة العلوم والتقنية بجامعة المجمعة تمثل جزء مهم من منظومة وحدات العلوم والتقنية التي تم تأسيسها بالجامعات السعودية والوزارات بإشراف مباشر من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وتُعنى بتنسيق وإدارة البرامج والمشروعات ذات العلاقة بالأنشطة العلمية والتقنية في الجامعة، ومتابعة تنفيذها وضمان توافقها مع أولويات وتوجهات برنامج التحول الوطني ٢٠٢٠ المنبثق من رؤيا المملكة ٢٠٣٠م.
نتطلع في عملنا في وحدة العلوم والتقنية، وبدعم من معالي مدير الجامعة الدكتور خالد بن سعد المقرن، وبإشراف مباشر من وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الله الشايع إلى توفير البيئة المناسبة للابتكار والتطوير والإبداع وحشد الطاقات البشرية والإمكانات العلمية والتقنية والبحثية وتعزيزها وتنميتها وتطوير نظمها وآلياتها وتوجيهها نحو الأولويات والاحتياجات الوطنية، إيماناً بدور جامعة المجمعة الاستشرافي كنواة للتعليم العالي السعودي في دعم المسيرة الوطنية للعلوم والتقنية.